مكون الاستجابة : فقه المعاملات المالية : مبادئ استثمار الأموال في الإسلام. - ذ احمد بوشلطة

بسم الله الرحمن الرحيم :

النصوص :
قال تعالى: ( فإذا قضيت الصلاة فنتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ) سورة الجمعة الآية 10 وقال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا تاكلوا اموالكم ‏بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ) سورة النساء الآية:29
وقال تعالى ‏: (ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا واحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فاولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) سورة البقرة الآي274.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أعطوا الاجير اجره قبل أن يجف عرقه" رواه ابن ماجة
شرح الكلمات :
قضيت : بمعنى انتهت.
فابتغوا من فضل الله: بمعنى تاجروا واسترزقوا في الأرض كما تشاؤون.
بالباطل: بمعنى بالحرام .
سلفا: بمعنى ما كان قبل انتهاء أن اكل الربا .
ما يستفاد من النصوص ‏:
أولا: إباحة الله تعالى السعي في الأرض بحثا عن الرزق بعد أداء الصلاة والمقصود صلاة الجمعة .
تانيا : نهي الله تعالى عن أكل اموال الناس بالحرام، ونهيه عن القتل .
ثالثا : تحريم الله تعال الربى وأباحته للبيع ‏وتوعده آكلي الربا بدخول النار خالدين فيها.
رابعا: أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعطاء الاجير اجره بلا تسويف ولا تأخير بعد الانتهاء من عمله.
تحليل الدرس :
المحور الأول: ‏مبادئ استثمار المال في الإسلام : إذا إذا ما علمنا أن المال مال الله، والناس إنما هم مستخلفين فيه فإن الإسلام قد دعا إلى استثمار المال في كل الاوجه المشروعات ، ومن أجل ترشيد هذا الاستثمار وضع الإسلام له ‏مبادئ وقيم أساسية حتى تتحقق غاياته ومقاصده، ومنها:
أولا: تصحيح النية والقصد في استثمار المال ابتغا مرضاة الله تعالى، والحرص على نفع المجتمع من هذا المال، وان نتجنب كل ما يؤدي إلى الطغيان والفساد في الأرض، قال تعالى: ( ‏وأبتغي فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفساد في الأرض إن الله لا يحب المفسدين) سورة القصص الآية 77
ثانيا : الحرص على الكسب الطيب واستثمار المال في المجالات المشروعة في ما أحل الله تعالى وتجنب الاستثمار المالي في المحرمات، ‏قال تعالى: (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب الأليم). سورة التوبة الاية 34
وقال تعالى: ( واحل الله البيع وحرم الربا) سورة البقرة الآية 274 .
وقوله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فجتنبوه لعلكم تفلحون). ‏سورة المائدة الآية 92
ثالثا: أداء حقوق الاجراء، ذلك أن الاستثماريقتضي استئجار عمال وعقودا تحدد حقوقهم وواجباتهم، وقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على أداء حقوق العمال فور انتهائه من القيام بواجبهم.
‏رابعا : أداء زكاة المال شكرا لله تعالى وذلك عند توفر اركانها وشروطها، لقوله تعالى: ( خذ من اموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلواتك سكن لهم والله سميع عليم). سورة التوبة الاية 104 ‏
المحور الثاني : مقاصد استثمار المال في الإسلام. ١- مقاصد تربوية: و تتجلى في تزكية وترشيد السلوك المالي للفرد ، وذلك بزرع القناعة والرضا في نفس الإنسان وتقوية الإيمان بالله تعالى ، ومحاربة الجشع والطمع في نفس الإنسان ‏، قال تعالى : (كلا ان الإنسان ليطغى ان رآه استغنى ان إلى ربك الرجاء الرجعى). سورة العلق الآية 6-8
٢- مقاصد اجتماعية: وتتجلى في بناء الثقة والأمان في نفوس الناس ، وترسيخ قيم الأخوة والتضامن فيما بينهم مما يشعر بالأمان والسكينة والطمأنينة.
٣- مقاصد ‏اقتصادية: و تتجلى في تحقيق نماء المال المستثمر، لان تخزينه واكتنازه مضر به وبحركيه الاقتصاد بصفة عامة ،لذلك نهى الله تعالى عن اكتناز المال، وعدم استثماره، حتى ولو كان مال يتيم . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الا من ولي يتيما له مال فليتجر فيه ، ولا يتركه حتى تأكله الصدقة". اخرجه الترمذي انتهى