مكون الاقتداء: نماذج للتاسي : عمر بن الخطاب رضي الله عنه وعزة الإسلام ذ احمد بوشلطة

بسم الله الرحمن الرحيم

الوضعية: عرف عمر بن الخطاب رضي الله عنه بقوته وبشجاعته قبل الإسلام كما عرفه بعد إسلامه بعدله ، وصلابته في الحق ، وقد كان اسلامه رضي الله عنه نقطة تحول في مسار الدعوة الإسلامية. فما قصة اسلامه رضي الله عنه ‏؟ وما أثرها في تعزيز الدعوة الإسلامية ؟وما العبرة المستخلصة من سلوكه ومواقفه في حياة المسلمين اليوم.
ما يستفاد من الوضعية:
قوة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قبل الإسلام وبعده ،وتأثيره في بداية الدولة الإسلامية.
تحليل الدرس ‏:
المحور الأول : عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقصة إسلامه:
هو أبو حفص عمر بن الخطاب القرشي العدوى رضي الله عنه، الملقب بالفاروق ، ثاني الخلفاء الراشدين بعد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، أسلم في السنة السادسة من البعثة، وله سبع وعشرون سنة ‏وقد عرف رضي الله عنه بعد إسلامه بقوته وشجاعته في الحق وبعدله بين الرعية حين تولى الخلافة بعد أبي بكر الصديق، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : "اللهم اعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك ، بابي جهل أو بعمر بن الخطاب ، قال وكان احبهما إليه عمر " اخرجه الترمذي
وفي يوم من الأيام قرر عمر بن الخطاب رضي الله عنه نصب مكيدة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ‏بهدفي قتله ، وفي الطريق يوجد رجل من أصحاب رسول الله ، وكان يخفي إسلامه ، فقال له إلى أين يا عمر ، فقال : ساخلص قريشا من هذا الرجل الذي يزعم أنه رسول . فقال الصحابي : قبل أن تذهب إلى محمد لتقتله فابدء بال بيتك أولا . فقال عمر رضي الله عنه : من؟
‏قال له الصحابي: اختك فاطمة وزوجها، فقد اتبعا محمدا على دينه. فقال عمر او قد فعلوا؟ فقال الصحابه : نعم . فانطلق عمر رضي الله عنه مسرعا غاضبا إلى دار اخته فاطمة وزوجها سعيد بن زيد رضي الله عنهما، فلما وصل البيت سمعهم يقرأون القرآن ،فطرق الباب بشدة ، ولما فتح سعيد بن زيد رضي الله عنه الباب امسكه عمر رضي الله عنه وقال له : أراك صبات ؟ ‏فقال سعيد رضي الله عنه يا عمر ارايت إن كان الحق في غير يدينك ؟ فضربه ثم امسك أخته فقال لها : أراك صباتي؟ فقالت يا عمر ارايت إن كان على الحق ؟ فضربها حتى سقطت من يدها صحيفة كتبت فيها آي من القرآن ثم اخذ الصحيفة فقرء فيها الآيات الستة الأولى من سورة طه فاهتز عمر لماتلا من كلام الله تعالى وقال ما هذا بكلام البشر. فساد البيت صمت رهيب، والكل ينظر إلى ‏عمر وقد جلس مطرقا فما لبث ان قال رضي الله عنه: اشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله، ثم قال: دلوني على محمد ،فذهبوا به إلى دار الأرقم بن أبي الأرقم فطرق الباب ، فقال الصحابة من ؟ قال عمر . فخاف الصحابه رضوان الله عليهم ، ولما فتح الباب ودخل عمر امسك به رسول الله صلى الله ‏عليه وسلم وقال: "‏اما أن الأوان يا ابن الخطاب؟
فحكى له قصة خروجه لقتله ، وما وقع له في دار اخته فاطمة رضي الله عنه عنها ، ثم قال رضي الله عنه : اشهد أن لا اله الا الله وأنك رسول الله .
فاعز الله الإسلام بعمر، اذ صار المسلمون لا يخشون إعلان عقيدتهم وإيمانهم بين الناس حتى كان بعض الصحابه يقولون: ما زلنا اعزة منذ أسلم عمر رضي الله عنه.
‏المحور الثاني: عمر بن الخطاب فضله ومواقفه رضي الله عنه.
أوردت كتب الحديث في جملة من النصوص والمواقف الدالة على مكانة عمر رضي الله عنه وفضله، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ان الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه"
رواه الترمذي
‏وروي البخاري بسنده في صحيحه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ايها يا ابن الخطاب والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان سالكا فجا قط إلا سلك فجا غير فجك"
صحيح البخاري
كما حفلت سيرة هذا الصحابي الجليل بمواقف عظيمة تدل على حرصه على العدل مهما اختلفت مواقعه ، ومن ذلك أن عمرو بن العاص رضي الله عنه عندما كانا وليا على مصر في خلافة أمير المؤمنين عمر بن خطاب رضي الله عنه شارك ابن له مع غلام من الأقباط في سباق للخيول، فضرب بن عمرو بن العاص الغلام القبطي معتدا بسلطان أبيه، فقام والد الغلام القبطي المضروب بالسفر مع ابنه إلى المدينة المنورة، فلما أتى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه بين له ما وقع ، فكتب أمير المؤمنين الى عمرو بن العاص أن يحضر إلى المدينة المنورة ‏صحبة ابنه، فلما حضر الجميع ناول عمر الغلام القبطي سوطا وأمره أن يقتص لنفسه من ابن عمرو بن العاص ، فضربه حتى رأى أنه قد استوفى حقه وشفى ما في نفسه ثم قال له أمير المؤمنين لو ضربت عمرو بن العاص ما منعتك؛ لأن الغلام إنما ضربك لسلطان أبيه ، ثم التفت إلى عمرو بن العاص قائلا : " متى استعبدتهم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا " انتهى