مكون القسط : حق البيئة الإصلاح وعدم الإفساد النصوص: - ذ احمد بوشلطة

بسم الله الرحمن الرحيم الاستاذ: احمد بوشلطة

قال تعالى: ( والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وانبتنا فيها من كل شيء موزون) سورة الحجر الآية 19
وقال تعالى: ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ‏ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ). سورة الروم الآية 40
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك فاخره، فشكر الله له ، فغفر له ". رواه البخاري
عن عبدالله ابن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر بسعد بن أبي وقاص ‏رضي الله عنه وهو يتوضا فقال له : ما هذا السرف يا سعد ؟ قال: افي الوضوء سرف؟ قال نعم ، وإن كنت على نهر جار " . سنن ابن ماجة
شرح الكلمات :
والأرض مددناها : بمعنى بسطناها ‏.
فيها رواسي: بمعنى القينا فيها جبالا ترسي توازنها. من كل شيء موزون : بمعنى متوازنا لا يطغى بعضه على بعض ‏.
السرف :بمعنى التبدير والتضييع في الوضوء إسراف : بمعنى أن يكون في الوضوء إسراف وتضيع للماء .
ما يستفاد من النصوص ‏:
◦ أولا: بيان الآية الكريمة ان الله تعالى خلق الأرض وجعلها صالحة ومتوازنة .
◦ ثانيا: بيان الاية الكريمة ان ظاهرة الفساد إنما هي بدافع الإنسان ‏وأن إفساده ذاك هو مقدمة لعقابه من الله تعالى لعلهم يرجعون إليه .
◦ ثالثا : اشارة الحديث الشريف إلى أن إماطه الأذى عن الطريق تعتبر عملا صالحا يغفر الله تعالى لصاحبه بسببه.
◦ رابعا ‏: نهي الله تعالى عن الإسراف في استعمال الماء في الوضوء.
◦ تحليل الدرس :
◦ المحور الأول :الاعتناء بالبيئة في الإسلام:
◦ أن المتأمل في نصوص القرآن والسنة النبوية، يجد عناية كبيرة بالبيئة إصلاحا وعمران، ‏قال تعالى: ( اناجعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن وعملا ). سورة الكهف الاية : 7
◦ وقال النبي صلى الله عليه وسلم : "ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا يأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة". رواه البخاري.
◦ ‏وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بمواصلة العناية بالأغراس والأشجار حتى في أحلك وأصعب الظروف ، قال عليه السلام : "إذا قامت الساعة وفي يد احدكم فسيلة فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليفعل ". اخرجه البخاري ‏
◦ وهذه دعوة نبوية للحفاظ على التوازن البيئي ، و العمران الحضاري .
◦ المحور الثاني: مجالات عناية الإسلام بالبيئة : تنوعت مظاهر عناية الإسلام بالبيئة بكل مكوناتها من زرع وماء وهواء وبحر وحيوان ، ومنه قوله تعالى : (وجعلنا من الماء كل شيء حي ‏). سورة الأنبياء الآية 30 ودعا إلى الاقتصاد في استعمال الماء في العبادات من وضوء وغسل وينها عن تلويت الماء ، لما في ذلك من أو بيئة وأمراض ، كما دعا إلى التشجير ‏لما له من فوائد في جودة الهواء و التوازن البيئي، قال تعالى : (امن خلق السماوات والأرض وانزل لكم من السماء ماء فانبتنا به حدائق ذات بهجة ما كان لكم أنتم بيته شجرها ). سورة النمل الآية 62 ودعا سبحانه الي شكر الله على نعمة الحيوان والرفق به ، والإحسان إليه، قال تعالى: ( والانعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تاكلون ). سورة النحل الآية: 5
◦ وقال تعالى: ( وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين ‏). سورة النحل الآية 66
◦ انتهى