القسط حق الغير: العفة والحياء

المؤسسة التأهيلية الأيوبي الأستاذ : د. أحمد بوشلطة
مادة التربية الإسلامية المستوى: الأولى باكالوريا
القسط حق الغير: العفة والحياء
عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه كان يقول: " اللهم إني أسألك الهُدى والتُقى والعَفاف والغنى" صحيح مسلم
عن زيد بن طلحة بن رُكانة رضي الله عنه يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله عليه وسلم: " لكل دين خُلق. وخُلق الإسلام الحياءُ". موطأ مالك
ما يستفاد من النصين:
1- من سنة النبي صلى الله عليه وسلم سؤال الله تعالى الهداية والتقوى والعفة والغنى.
2- بيان النبي صلى الله عليه وسلم أن الحياء هو خُلق دين الإسلام.
تحليل الدرس:
1 - معنى العفة وحقيقتها
أ‌- مفهوم العفة: العفة هي الكف عن كل ما لا يحل من المحارم، وما لا يجمل من الخوارم، وهي حصول حالة من الضبط والاستقامة في النفس تمتنع بها عن غلبة الشهوة عليها.
ب‌- حقيقة العفة: العفة هي قدرة على الامتناع الاختياري عن الرضوخ والاستجابة لداعي الشهوات طلبا لرضى المعبود.
ت‌- العفة ثمرة مجاهدة النفس وهواها: جبل الله النفس على حب الشهوات، فهي أمارة بالسوء، منقادة لهواها، فمن أطلق عِنانها وملكها أمْرها أفسدها واستعبدته، ومن أمنها في سِجْنِها حَبَسَتْه قال تعالى: ( أرآيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا) الفرقان/43
وكان ممن نسوا الله فأنساهم أنفسهم.
ومن اتهم نفسه وخالفها، وألزمها بالطاعات، وزجرها عن سيء طلباتها، وقادها إلى المراضي، وقيدها بقيود الورع انقادت وأطاعت قال تعالى: ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى(39) فإن الجنة هي المأوى(40)) النازعات/39-40
2 - مفهوم الحياء وأنواعه:
أ‌- مفهوم الحياء: الحياء هو انقباض النفس عن القبائح والفزع منها هيْبَة من الله تعالى وخوفا من التعرض لِمَقْتِه.
ب‌- مفهوم الخَجَل: انقباض في النفس ينتج عنه العجز والإِحْجَام والخوف من مواجهة الناس، وهو متولد من شعور مرضي بالنقص والضعف.
ت‌- الفرق بين الحياء والخجل: الخَجَل خوف وعجز، وتردد وضعف أمام الخَلْق. والحياء شجاعة، وعزة نفس، وانكسار أمام الخالق
ث‌- أنواع الحياء: الحياء قسمان:
1- الحياء الفطري: وهو الذي يولد مع الإنسان، وإليه يشير قوله تعالى: ( فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوءاتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ) الأعراف/22
2- الحياء الكسبي: هو الذي يكتسبه المسلم من معرفته بجلال ربه وعظمته، فهذا الحياء من أعلى خصال الإيمان.
ج‌- حقيقة الحياء ومكانته في الدين:
1- حقيقة الحياء: الحياء حالة حاصلة من التعظيم لله تعالى والمحبة والإجلال التي تورث الهيبة والخشية من سبحانه وتلك هي مرتبة المراقبة التي وصلها سيدنا عثمان بن عفان.
2- مكانة الحياء في الدين: الحياء خلق الإسلام، وأجمع شعب الإيمان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء من الجفاء، والجفاء في النار" سنن الترمذي
وقد عرف النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الخلق واشتهر به حتى قال عنه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: " كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها" صحيح البخاري
وقال عليه السلام: " الحياء لا يأتي إلا بخير" صحيح البخاري
وكل الحياء محمود إلا ما كان سببا لترك أمر شرعي، أو فعل أمر منهي عنه في الشرع. ومن صوره المذمومة، الحياء في طلب العلم.